ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات جلسة امس الأربعاء، لتصل عند أعلى مستوى في 10 أشهر، فوق 92 دولاراً للبرميل، وسط توقعات بتخطيها 100 دولار بنهاية العام الجاري، إذ طغت توقعات تقليص الإمدادات العالمية على المخاوف من تباطؤ الطلب في بعض الدول مثل الصين.
وبحلول الساعة 15:51 بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 0.4 في المائة إلى 92.44 دولار للبرميل، في حين زاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 0.55 في المائة إلى 89.34 دولار للبرميل.
كانت العقود الآجلة لخام برنت القياسي قد سجلت نحو 93 دولاراً للبرميل بحلول الساعة 1006 بتوقيت غرينتش، بينما بلغ خام غرب تكساس الوسيط 89.5 دولار.
وارتفع الخامان القياسيان بنحو 2 في المائة في جلسة الثلاثاء، ليغلقا عند أعلى مستوياتهما منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2022.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، الأربعاء، إن مخزونات النفط الأميركية ارتفعت لأول مرة منذ 5 أسابيع خلال الأسبوع الماضي، بنحو 4 ملايين برميل، لتصل إلى 420.6 مليون برميل، مقارنة مع توقعات المحللين في استطلاع أجرته «رويترز» لتراجع قدره 1.9 مليون برميل. كما زادت مخزونات البنزين والمقطرات.
وقد تمسكت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بتوقعاتها لنمو قوي في الطلب العالمي على النفط في 2023 و2024، عازية ذلك إلى مؤشرات على أن أداء الاقتصادات الكبرى أفضل من المتوقع على الرغم من عوامل سلبية مثل ارتفاع أسعار الفائدة وارتفاع التضخم.
وقال ساتورو يوشيدا، محلل السلع الأولية لدى «راكوتين سكيوريتيز»، وفق «رويترز»: «التوقعات الإيجابية للطلب من (أوبك) وتنبؤات إدارة معلومات الطاقة الأميركية بانخفاض مخزونات النفط العالمية عززت وجهات النظر في السوق بشأن شح الإمدادات في المستقبل».
وقالت شركة العمران المتحدة للخدمات البحرية واللوجستية إن 4 موانئ نفطية رئيسية في ليبيا أُعيد فتحها بعد إغلاقها يوم السبت، في أعقاب عاصفة قوية اجتاحت البلاد وأسفرت عن مقتل الآلاف. وأضافت أن موانئ البريقة والسدرة ورأس لانوف بشرق البلاد فتحت مساء الثلاثاء، بينما فتح ميناء الزويتينة صباح الأربعاء.
وقال محللون إنه لولا إعادة فتح الموانئ الليبية لكانت أسعار النفط ستقفز إلى ما يقارب 95 دولاراً للبرميل.
في هذا الإطار، يرى محللون لدى «بنك أوف أميركا غلوبال ريسيرش»، أن إبقاء «أوبك بلس» على تخفيضات الإمدادات الحالية حتى نهاية العام، إضافة إلى المشهد المتفائل بخصوص قوة الطلب في آسيا، ربما يدفعان سعر خام برنت إلى تجاوز 100 دولار للبرميل قبل 2024.
وقال «بنك أوف أميركا» في مذكرة بتاريخ 12 سبتمبر (أيلول)، إن آسيا تقود نمو الطلب العالمي على الطاقة، وتواصل الصين تعزيز احتياطاتها من النفط لمواكبة اعتمادها على الواردات.
في الأثناء، ذكرت صحيفة «إزفستيا» نقلاً عن وزير الطاقة الروسي نيكولاي شولغينوف، الأربعاء، إنه يتوقع انخفاض إنتاج النفط الروسي بنسبة 1.5 في المائة ليصل إلى 527 مليون طن (10.54 مليون برميل يومياً) هذا العام من 535 مليوناً في 2022.
وأوقفت روسيا، ثاني أكبر مُصدّر للنفط بعد السعودية، أو أرجأت نشر بعض البيانات الرئيسية عن الطاقة، بما فيها معلومات عن الإنتاج والتصدير منذ بدأت عمليتها العسكرية في أوكرانيا العام الماضي.
ويقول محللون إن الافتقار إلى بيانات رسمية شفافة من أحد أكبر منتجي النفط في العالم يجعل مراقبة الإمدادات العالمية وتحليل الأسواق أكثر صعوبة.
وتعهدت روسيا علانية بخفض إنتاجها من النفط طواعية بمقدار 500 ألف برميل يومياً أو نحو 5 في المائة من إنتاجها منذ مارس (آذار)، في مسعى لضبط أسواق النفط.
علاوة على ذلك، قالت روسيا إنها ستخفض صادرات النفط 300 ألف برميل يومياً حتى نهاية العام، بينما تخفض السعودية الرائدة في إنتاج النفط إنتاجها طواعية أيضاً بمليون برميل يومياً حتى نهاية ديسمبر (كانون الأول).
وأوضح شولغينوف للصحيفة في إجابة عما إذا كانت روسيا راضية عن إنتاجها: «علينا أن نراعي أننا نعمل مع دول أخرى تعمل على إحداث توازن (في سوق الطاقة)… في الوقت نفسه يحتاج إليه (النفط) كل من المنتج والمشتري. لذا فهذا قرار تم بالاتفاق ونحن سعداء به».