للمرة الثالثة خلال شهر واحد، شوهدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل وهي ترتعد أثناء لقائها برئيس الوزراء الفنلندي الزائر أمس الأربعاء، حسبما جاء في صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
سبق أن بررت ميركل بأنها كانت تعاني من جفاف، كما حاول مكتب المستشارة الألمانية تهدئة وطمأنة المهتمين، بالقول بأن الزعيمة المخضرمة بخير ولن تغير جدول أعمالها وارتباطاتها الرسمية بما في ذلك المشاركة في قمة مجموعة الـ20 في أوساكا الأسبوع الماضي.
وبعدما تكررت الواقعة للمرة الثالثة قامت “ديلي ميل” باستطلاع رأي المختصين حول الاحتمالات لما يمكن أن يتسبب في الحالة التي تصيب المستشارة الألمانية، كما يلي:
1- فرط نشاط الغدة الدرقية
قالت الدكتور سارة بروار، ممارس عام ومدير طبي في “هيلث سبان”، إن حالة الارتعاش التي تنتاب ميركل ربما تكون ناتجة عن فرط نشاط الغدة الدرقية. تصيب هذا الحالة النساء أكثر 10 مرات من الرجال، وفقا لإحصائيات هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية.
2- آثار جانبية لدواء
وأضافت الدكتورة بروار أن الارتعاش يمكن أن يكون أحد الآثار الجانبية لبعض الأدوية. وتحدد المكتبة الأميركية للطب قائمة 17عقارا يمكن أن تسبب هذه الارتعاشات، من بينها مضادات حيوية ومضادات اكتئاب، بالإضافة إلى الكافيين والكحول أو النيكوتين.
3- انخفاض مستوى السكر في الدم
ويمكن أن يكون الارتجاف، الذي لا يمكن التحكم فيه، علامة على انخفاض نسبة السكر في الدم، وهي مضاعفات غالباً ما تظهر بين مرضى السكري.
4- الرعاش
يمكن أن تكون الارتعاشات ناتجة أيضًا عن حمى أو خوف أو إجهاد أو حالة طبية تسمى الرعاش المجهول السبب. وتشير البيانات إلى أن المرض العصبي يصيب ما يصل إلى 4% من الأشخاص فوق سن الأربعين في بريطانيا ولكن لا توجد إحصائية حول نسبة شيوعه في ألمانيا.
5- الارتعاش الانتصابي
بعد مشاهدة لقطات ارتجاف ميركل، وهي تحدث لأول مرة، قال بيتر غارارد، الأستاذ في كلية طب سانت جورج، بجامعة لندن: ” إن أعراضها “تتناسب مع تشخيص الارتعاش الانتصابي” وهي حالة عصبية نادرة.
وعندما سئل مجددا بعدما تكررت الحالة صرح لـ”ديلي ميل” قائلا: “ما زلت أعتقد أنها ارتعاشة انتصابية “. يعد هذا الاضطراب، الذي كان يشار إليه سابقًا باسم متلازمة هزال الساقين، بحسب ما ذكره موقع orthostatictremor.org، اضطراب في الأعصاب يصيب الأشخاص في الستينيات من العمر، وتبلغ ميركل 64 عاما.
وغالبًا ما يعاني المرضى من ارتعاشات في جزء واحد أو أكثر من أجزاء الجسم، وهو أمر غالبًا ما يكون أسوأ في حالة الوقوف.
ويتسبب الاضطراب التدريجي بشكل عام في أرجل “مرتعشة” أو “متجمدة”، والتي تختفي عادة عندما يجلس المريض، أو يمشي، أو يستلقي. ويمكن للإجهاد أن يزيد الارتعاشات، والتي تصل بعد ذلك إلى حلقة مفرغة، حيث تتسبب الارتعاشات في أن يصبح المريض غير مستقر بشكل متزايد.
يمكن أن يرتعد المريض لبضع ثوانٍ دون سبب واضح. وبمرور الوقت، يمكن لتلك الحالة أن تسبب التعب والألم وعدم سهولة الحركة. ولا يوجد علاج سوى بعض الأدوية مثل كلونازيبام، الذي يمكن أن يخفف من الأعراض.
6- عدوى
وقال الدكتور مايك فيتزباتريك، طبيب ممارس عام، في تصريح لصحيفة “ذا تليغراف” إن الجسم غالباً ما يرتعش عند محاربة عدوى.
إن هذا الارتعاش يساعد على رفع درجة حرارة الجسم لقتل ما يهاجمه من بكتيريا أو فيروس. وأضاف: “تستمر نوبات الألم لبضع دقائق، وبعد أن تتولد الحرارة، فإن الجسم يعود إلى طبيعته”.
استبعاد العدوى وباركنسون والجفاف
ولكن استبعدت الدكتورة فيليبا كاي، ممارس عام في لندن، أن تكون عدوى حيث قالت إنه إذا كانت ميركل تعاني من عدوى فإنه من الطبيعي أن تكون تم علاجها منها منذ ذلك الحين وتماثلت للشفاء منها الآن.
فيما قال الدكتور لي ساندر، أستاذ علم الأعصاب في يونيفرسيتي كوليدج بلندنإن “الارتعاشات التي تعرضت لها ميركل بالتأكيد لا تعد علامة على الإصابة بمرض باركنسون، المعروف أيضا باسم “الشلل الرعاش”، وإن كان هذا المرض غالباً ما يرتبط بمثل هذه الارتعاشات”.
أما دكتور بول جارمان، استشاري الأعصاب في مستشفى جامعة كوليدج لندن، فأكد: “ما يمكنني قوله على وجه اليقين هو أنه لم يكن بسبب الجفاف”، مستشهدا بأن الهيئة القومية للخدمات الطبية لا تدرج الارتعاد والرعشة باعتبارها من أعراض الجفاف المعروفة، عندما يفقد الجسم سوائل أكثر مما يستقبله.