قام مصرف لبنان بإجراءات تمنع أي اهتزاز في سعر صرف اللّيرة أمام الدولار بسبب الأحداث الجارية في فلسطين المُحتلّة وفي جنوب لبنان. وعُلم أن الإجراءات التي اتخذها حاكم المصرف المركزي بالإنابة وسيم منصوري انعكست طمأنة في سوق النقد اللّبناني المُستقر من دون أي اهتزاز يُذكر.
فما هي هذه الإجراءات؟ وما تأثير عملية “طوفان الأقصى” والأحداث الجارية في جنوب لبنان على دولار السوق السوداء؟
يُشير أستاذ الاقتصاد في الجامعة اللبنانية جاسم عجاقة الى “أن الإجراءات التي اتخذها الحاكم، وفق المعلومات، تتلخّص في التشديد على المُضاربين والصيارفة بمُساعدة الأجهزة الرسمية وبعض القوى السياسيّة، الى جانب عدم التشدّد في مُلاحقة التهرّب من اللّيرة الى الدولار أي تبديل اللّيرة بالدولار، بل يلاحقها على قدر ما يستطيع. لكن هذه الإجراءات بالمُطلق لا يُمكنها أن تقف أمام تلاحُم عسكري في حال تمددّت الأحداث وانخرط لبنان في العمليّة، أي هي عاجزة عن وقف صعود سعر الدولار”.
ويُضيف عجاقة، في حديث لموقع mtv: “لا ننسى أنه ما زال لدينا أكثر من 50 تريليون ليرة، وبالتالي في حال طرحوا في السوق فهناك إشكاليّة كبيرة. نعتقد أن “طوفان الأقصى”، الى حدّ الآن، ليس لديه أي تأثير، لكن في حال امتدت الحرب وطالت لبنان، فمن المُمكن أن يقفز الدولار بشكل كبير نتيجة أمور عدّة، على رأسها: تبديل الـ50 تريليون ليرة الموجودة في السوق، حاجة الدولة التي ممكن أن تزيد خصوصاً بالنسبة الى المستشفيات وطلبها للدولار بشكل أكبر لشراء مُستلزماتها الضروريّة لعلاج الجرحى، الى جانب التأمين على السلع والبضائع القادمة الى لبنان التي ستزيد أسعارها، مع ارتفاع سعر النفط بحدود الـ5 في المئة، مما يزيد الكلفة واستهلاك الدولارات”.
ويختم مُشدّداً على “أنّ الأمر مُتعلّق بتطوّر منحى الحرب والصراع القائم بيننا وبين اسرائيل. ومن المتوقع أن ترتفع أسعار النفط مُجدداً لأن الشرق الأوسط منطقة حسّاسة، وفي حال تمدّد الصراع فهذا يؤثّر على مصادر أساسيّة للنفط، ويُرجّح أن تقفز أسعاره. وبالتالي سنحتاج الى دولارات بشكل كبير، مما سيؤثّر على سعر الصرف”.