بين إضراب الشاحنات ونظام الجمرك 2000 طن من الصادرات الزراعية مهدددة بالتلف على مدخل المرفأ !

وكأن الشعب اللبناني مضطر الى تحمّل المزيد من المصائب والكوارث والإنهيارات والخسائر المالية والإقتصادية التي يسببها له مواطن لبناني آخر، لا الحكومة ولا النائب ولا الوزير ولا المدير العام!. هو السؤال الذي طرحه المزارعون والمصدّرون صباح أمس عندما نزل عليهم نزول الصاعقة خبر عدم تمكن الشاحنات التي تقلّ محصول الأيام الثلاثة الماضية من الدخول الى مرفأ بيروت لتصديره الى أكثر من دولة عربية.

مصادر متابعة للملف تكشف أن سائقي الشاحنات أعلنوا عن إضرابهم بعد تسلمهم البضاعة من المصدّرين في البقاع وتحديداً عند وصولهم الى مدخل مرفأ بيروت، وهنا لا بد من طرح السؤال، لماذا لم يعلنوا إضرابهم قبل تسلّمهم البضاعة؟ ولماذا حجزوها في الشاحنات أمام مدخل المرفأ ومن ثم أعلنوا إضرابهم من دون أن يأخذوا بعين الإعتبار خطر تلفها؟.

داخل المرفأ أيضاً، لاقاهم بإضراب آخر سائقو الشاحنات التابعين لشركة bctc، فأصبح دخول البضاعة المعدّة للتصدير عبر المرفأ ومن ثم الى البواخر من الأمور شبه المستحيلة، علماً ان هذه البضاعة تحتاج الى تبريد، والتبريد يفرض دخول الشاحنات الى حرم المرفأ لربطها بالتيار الكهربائي غير أن كل ذلك لم يحصل. وفي هذا السياق، يكشف مصدر متابع للملف ان البضاعة المعرّضة للتلف والعالقة أمام مرفأ بيروت تقدر بألفي طن من التفاح والعنب والخوخ والدرّاق وغيرها من انواع الفاكهة الطازجة، وتقدر قيمتها بأكثر من 3 ملايين دولار، وهو أمر كارثي فيما لو تعرضت هذه البضائع للتلف أكان على المزارعين والمصدّرين أو على الصادرات اللبنانيّة بشكل عام.

المفاوضات التي خاضها المصدّرون منذ صباح اليوم ولا تزال أثمرت في ساعات بعد الظهر تعليقاً للإضراب من قبل السائقين داخل المرفأ وخارجه، لكن الشاحنات بقيت عالقةً أمام مدخل مرفأ بيروت دون تبريد ومن دون التوصل الى حلّ جذري للمشكلة لماذا؟ “لأن النظام الإلكتروني الخاص بالجمارك معطّل”.

بهذه العبارة تبلغ المصدّرون من سائقي الشاحنات السبب الذي منعهم من الدخول الى المرفأ. وبحسب المعلومات فإنّ المفاوضات لا تزال مستمرة مع المسؤولين لحلّ الموضوع اليوم وقبل أن يقفل المرفأ بابه، وفي هذا السياق تكشف المعلومات أنّ المصدرين الزراعيين حاولوا الإتصال بمدير عام الجمارك ريمون خوري لكنه لم يردّ على هاتفه، لذلك تواصلوا مع رئيس المجلس الاعلى للجمارك العميد أسعد الطفيلي لحل المشكلة، غير أن الأخير وعدهم خيراً بالعمل على إصلاح النظام الإلكتروني اليوم قبل الغد.

المصدرون مستعجلون جداً على إدخال شاحناتهم الى المرفأ ووصلها بالتيار الكهربائي لتبريدها كي يطمئنوا بأن البضاعة لن تتلف، خصوصاً ان غداً هو يوم إقفال وحداد على نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الامير قبلان، وكي لا يُرمى محصولهم في حاويات النفايات.

مصدرالنشرة
المادة السابقةشركات سعودية تستكشف فرص الاستثمار الواعدة في سلطنة عُمان
المقالة القادمةالصكوك السيادية خيار التمويل الأفضل لتنمية المنطقة العربية