سبير الروسية تنضم إلى السباق العالمي لروبوتات المحادثة

انضمت شركة سبير الروسية التي تعمل في قطاع التكنولوجيا إلى جبهة كيانات صينية في ابتكار نماذج خاصة بها في الذكاء الاصطناعي التوليدي، لتشديد المنافسة مع شركات وادي السيليكون التي تقودها مايكروسوفت في هذا المضمار.

وأطلقت سبير الاثنين الماضي روبوتا للمحادثة خاصا بها، لتنضم بذلك إلى السباق العالمي على هذه الأدوات التي تعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي، على غرار برنامج تشات جي.بي.تي الذي ابتكرته شركة أوبن أي.آي الأميركية.

وذكرت الشركة الروسية المملوكة للدولة في بيان نشرته عبر موقعها الإلكتروني أنّ “سبير تطلق نموذجها الخاص من روبوت المحادثة غيغا تشات، وهو الأول من نوعه في روسيا”.

وأشار مسؤولو سبير في بيانهم إلى أنّ الأداة ستكون في المرحلة الأولى متاحة بنسخة تجريبية ونزولا عند طلبات خاصة فقط.

وأوضحت الشركة أنّ تقنية غيغا تشات قادرة على “إجراء محادثة وكتابة نصوص والإجابة على أسئلة”، بالإضافة إلى “كتابة رموز معلوماتية وإنشاء صور استنادا إلى مواصفات”.

وأكد غيرمان غريف، المدير التنفيذي لسبير، الذي دفع باتجاه التحول الرقمي للشركة طيلة السنوات الأخيرة، أن إطلاق روبوت المحادثة هذا “يمثل إنجازا لمجال التكنولوجيا الروسية برمّته”.

ويرى محللون أنه يمكن اعتبار وصول تشات غيغا حلقة جديدة في المنافسة التكنولوجية بين الولايات المتحدة وروسيا، والتي تفاقمت منذ الصراع في أوكرانيا.

ومنذ سنوات خلت وخاصة منذ فرض عقوبات غربية شديدة بسبب الحرب، سعت روسيا إلى تعزيز سيادتها الرقمية وفي الوقت نفسه عززت ترسانتها التشريعية التي تحكم الإنترنت.

ويأتي إطلاق غيغا تشات بعد أشهر قليلة على الظهور المثير للجدل لتقنية تشات جي.بي.تي في نوفمبر الماضي، وهو روبوت محادثة تم تمويله من قبل العملاق الأميركي مايكروسوفت.

وسرعان ما استحوذت هذه التقنية المتقدمة على إعجاب المستخدمين الذين أعجبوا بقدرة الربوت على الإجابة بوضوح في بضع ثوان على الأسئلة الصعبة.

وأثار نجاح تشات جي.بي.تي اندفاعا بين شركات التكنولوجيا الأخرى وأصحاب رؤوس الأموال، حيث سارعت غوغل إلى طرح برنامج الدردشة الآلي الخاص بها وقام المستثمرون بصب الأموال في جميع أنواع مشاريع الذكاء الاصطناعي.

وفي الأسابيع الأخيرة، أعلنت شركات تكنولوجية عدة، بينها بايدو وعلي بابا وبايت دانس، أنها تعمل على ابتكار نماذجها الخاصة من روبوتات المحادثة.

ومع ذلك يثير الذكاء الاصطناعي مخاوف كبيرة في شأن استخدامه البيانات الشخصية واستغلالها. وسبق لدول كثيرة أن أبدت رغبتها في وضع قواعد لاستخدام الأدوات المشابهة لتشات جي.بي.تي.

وبعد فترة قصيرة على إطلاقه، حُظر برنامج تشات جي.بي.تي في مدارس وجامعات عدة حول العالم، بسبب مخاوف تتعلق باستخدامه كأداة للغش في الامتحانات، فيما نصحت مجموعة من الشركات موظفيها بعدم استخدامه.

ودعا رئيس تسلا إيلون ماسك مؤخرا ومجموعة من خبراء الذكاء الاصطناعي والمديرين التنفيذيين في الصناعة، في خطاب مفتوح يشير إلى المخاطر المحتملة لهذه التقنية على المجتمع، إلى التوقف لمدة ستة أشهر في تطوير أنظمة أقوى من جي.بي.تي – 4.

مصدرالعرب اللندنية
المادة السابقةمتاجر التجزئة تكافح لمجاراة قسوة التقلبات العالمية
المقالة القادمةسندات دول عربية تتخلف عن تعافي الأسواق الناشئة