مشروع أردني واعد لتوليد الكهرباء من النفايات

أظهرت الحكومة الأردنية جدية واضحة وإجراءات عملية صوب استغلال أطنان النفايات في إنتاج الكهرباء، فيما يتحرك العالم للسيطرة على تداعيات تغير المناخ والاحتباس الحراري المدمرة للبيئة والاقتصاد العالمي.

وتعمل أمانة عمان بالشراكة مع مجموعة من المانحين الدوليين على الاستثمار الأمثل للنفايات الصلبة من خلال إنتاج الطاقة الكهربائية منها لما من شأنه أن يسهم في معالجة الغازات المتولدة من تخمر النفايات بطريقة بيئية، وبالتالي تقليل كمية انبعاث الغازات الدفيئة (غاز الميثان).

ففي الصحراء الشرقية من الأردن، وعلى بعد أربعين كيلومترا تقريبا من العاصمة عمان، يقع مكب نفايات “الغباوي” الذي تأسس في العام 2003 الممتد على مساحة اثنين كيلومتر مربع.

وبات المكب الذي بدأ العمل في يوليو 2019 نموذجا إقليميا لتحويل النفايات إلى مصدر دائم للطاقة فضلا عن حماية البيئة كونه يستقبل أكثر من 4200 طن من النفايات يوميا. ويهدف المشروع الذي تم إطلاقه رسميا قبل عامين بعد أن تم ربطه بشبكة الكهرباء المحلية حسب نظام النقل والتوزيع بالعبور إلى توليد 4.6 ميغاواط من الكهرباء. وتشير التقديرات التي ساقتها وزيرة الطاقة هالة زواتي في مارس الماضي إلى أن الأردن يستهلك ما بين 10 و11 ألف ميغاوات من الطاقة الكهربائية، تساهم فيها مصادر الطاقة المتجددة بنسبة 20 في المئة.

ويؤكد رئيس قسم معالجة النفايات في مكب الغباوي يزيد الشقارين أن المكب هو الأول من نوعه في الشرق الأوسط، والوحيد المعني بإدارة النفايات الصلبة، وطمرها بالطريقة السليمة والصحيحة والآمنة بيئيا.

ونسبت وكالة الأناضول إلى الشقارين قوله إن “المكب مصمم من 9 خلايا (الخلية عبارة عن حفرة بالتراب بعمق 17 مترا وبمساحة تتراوح بين 150 و250 دونم) تم الانتهاء من تشغيل 4 خلايا ونحن الآن نعمل في الخلية الخامسة، والعمل جار على تدشين السادسة”.

وأوضح أن المكب يعمل على مدار الساعة، ويستقبل نحو 4200 طن نفايات يوميا، ويتم ضغط تلك الكمية لتخفيف الكثافة النوعية لها لتصل تقريبا إلى 17 مترا فوق سطح الأرض، ثم يتم تغليف الخلية المبطنة من الأساس لاستخراج غاز الميثان منها.

وأضاف “تم شبك 4 خلايا بقدرة تشغيلية 4.6 ميغاواط/ساعة حيث تتسع مساحة الخلية الواحدة في المكب من 4.5 إلى 5.5 مليون طن من النفايات”. ولعدم تسرب الغازات يتم حفر الآبار لتجميع الغاز فيها، ليمر إلى مولدات لإنتاج الكهرباء.

وسيسهم المشروع في تخفيض وتقليل انبعاث 175 ألف طن مكافئ من ثاني أكسيد الكربون من خلال حرق حوالي 19 مليون متر مكعب من الغاز الحيوي بشكل سنوي. وشملت مكونات المشروع البالغة كلفته لحين البدء بتوليد الطاقة الكهربائية حوالي 21 مليون دينار (29.6 مليون دولار) أعمالا إنشائية لتثبيت وطمر الخلايا.

 

مصدرالعرب اللندنية
المادة السابقة“إياتا”: لا ينبغي وضع قيود للحاصلين على التطعيم عند السفر
المقالة القادمةلبنان يخفف من قيود استيراد الوقود